السبت، 26 أكتوبر 2013

أنتِ "ولده" .. هاتي السيارة !!



وأنا في الصف السادس الابتدائي وفي حديقة الأندلس بأبها كنت أقود دراجتي ذهابا وإياباً في الشارع الذي تجلس فيه عائلتي وتحت أنظارهم فطرأ ببالي أن أغامر واستكشف شوارع جديدة في الحديقة ، و بمجرد أن دخلت أول لفة وأول شارع خرج لي ولد متين اعتقد انه في المرحلة المتوسطة ومعه مجموعة من الأطفال وجلس في الرف الخلفي من الدراجة ويقول أعطيني العب دورة واحدة وأعيدها لك! ، طبعا لن يعيدها لو أعطيته ، فرفضت وتشبثت بالدراجة وأحركها بالقوة مع وزنه الثقيل ، و بعد أن يأس مني أخذ يردد (ولده ولده ، يؤنث كلمة ولد وكأنها تقليل من أنوثتي لأني أركب دراجة ) ويردد معه بقية الأطفال بشكل جماعي (ولده ولده ) مع محاولة إيذائي وإسقاطي ، رجعت مباشرة لعائلتي وأنا أعلنها توبة أن لا أفارقهم . وقبل ثمان سنوات تقريباً كنت طالبة جامعية وكنت استغرب ممن يطالبون حينها بقيادة المرأة للسيارة وارى أن مطلبهم نوع من التندر ليس إلا ، اذهب لجامعتي القريبة في حافلة صغيرة وكان لنا مميزات خاصة عن بقية الحافلات من حيث التوقيت ومكان وقوف الحافلة وعدد الراكبات ، وأحيانا كنت أتمرد واطلب من أهلي نقلي للجامعة لأتفه الأسباب وأجدهم يلبون رغباتي بكل تفاني ، فأستغرب وقتها لما بعض النساء تتندر بمطلب هي في غنى عنه ؟، أذكر تلك السنين أنني على كثر ترددي لإحدى المشاغل إلا أنني لا أكلف نفسي بمعرفة عنوانها ، فإن غاب من كان يوصلني واضطررت لطلب غيره. يسأل ( وينه ؟ - لا أعلم! - دائما تروحين وما تعرفين مكانه! - هذه مهمتكم حفظ الشوارع والأماكن وليست مهمتي. -وين تناظرين وقتها؟ ، - اقرأ كتاب أو ارتب حقيبتي أو حتى ارسم موديل فستان ومستحييييل أكلف نفسي بحفظ الشوارع المعقدة ليست مهمتي )، فأصبح معروف منذ ذلك الوقت عند أهلي أن حصة لن تكلف نفسها بحفظ الشوارع ، ومازلت أرى أنني مخدومة ولن أكلف نفسي بالبصبصة على مفارق وتعقيدات شوارعنا. قبل ثلاث سنوات تقريبا بدأت أتنقل مع سائق خاص يختاره والدي ليكون أكثر مسؤولي --- أكثر






via صحيفة بللسمر | المقالات http://www.balasmer.com/articles.php?action=show&id=173

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق