الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

العم سمير اليماني

خزام الشهراني

في أثناء تواجدي مع الأصدقاء بأحد المطاعم المحلية والتي دعاني على وجبة الغداء فيها وبينما نحن في انتظار قدوم الطلب الخاص بنا لفت نظري بشاشة ولطافة وسماحة العم سمير وهو الرجل الذي يقوم على مباشرة طلبات الزبائن ، وقدرته على التعامل مع تنوع أمزجتهم بين متعالٍ لا يراه شيئاً وآخر يجله ويوقره وثالث لامس فيه خفة دمه و سعة صدره . العم سمير رجل من جمهورية اليمن الشقيقة يبدو للمتفرس في وجهه المستدير وتلك الشعرات البيضاء التي ظهرت جليةً على صدغيه أنه يعيش في الخمسيات من عمره ، ولم يحول ذلك العمر وتلك الغربة عن وطنه الأم من الخروج بهذه الروح التي جعلتني أقع في أسر تعامله المهذب . ما دفعني للكتابة عن العم سمير ليس ماذكرته فيما سبق وإنما في لحظة تواجدنا في المكان المخصص لزبائن المطعم تهادى إلى أُذُنَيَّ من أحدى الجلسات المجاورة صوت أحد بني جلدتنا وهو يصرخ يا ((أبو يمن)) مصحوبة بسحب ازدرائيه وقطرات من نفس متعالية لا ترى الإنسانية والكرامة والرفعة إلا في ذاتها ومن هم من طينة بلدته ، وهو للأسف بعيد كل البعد عن ما يظن بنفسه ، ومم جلسة أخرى مجاورة كان صوت رجل يبدو أنه من دول شرق آسيا ويطلب من العم سمير بصوت منخفض ولا يخلو من أدب (( يامدير جيب مويه )) . النبرة والتسمية واختلافها بين الاثنين بغض النظر عن تفسير (ياأبو يمن أو يا مدير) دعتني للتفكر فيما لو كنت مكان العم سمير ، من يا ترى سألبي له طلباته أولاً ؟ وبأي بشاشة وروح وتقبل أقدم خدماتي له ؟ أظن أن الجواب لن يختلف عليه اثنان مالم يكن في نفس أحدهما ذات البارانويا التي يعاني منها صديقنا الأول . لا أعلم ماذا سيخسر أحدنا لو كان أكثر مرونة في التعامل مع الجنسيات المختلفة بذات الرقي الذي قد يعامل به أحد الجنسيات الخليجية أو الاوروبية أو من نظنهم يحتاجون إلى برتوكولات تعامل أرقى من غيرهم ؟ بل بظني أن من نعامله بسماحة ووداعة دون أن نكون مكرهين على ذلك أننا سنؤجر عليها أكثر مما لو كان ممن نعاملهم بأدب وح --- أكثر






via صحيفة بللسمر | المقالات http://www.balasmer.com/articles.php?action=show&id=182

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق