الأحد، 16 فبراير 2014

مستشفى عسير والمأساة الدائمة

تغريد العلكمي

كل شيء يمكنك تصديق أنه قد يتحسن أو يتطور مع الزمن إلا مستشفى عسير المركزي إن أخبرك أحدهم أنه سيلحق بركب التقدم فابتسم منه ساخرا .. حقا فهو المستشفى الوحيد الذي لا زال قسم الطوارئ فيه بطبيب واحد لأكثر من 700 مريض في اليوم ، مستشفى يخدم كافة محافظات المنطقة ومراكزها ويأتي إليه الناس من أقصى تهامة والسراة لطلب العلاج إلا أنهم سيضطرون للمكوث 48 ساعة وقد تزيد – أنت وحظك – فقط ليشاهد مريضهم طبيب الطوارئ الذي قد أنهكته الوحدة وهو يتجول من سرير لآخر ركضا بلا توقف . في مستشفى عسير بإمكانك تقمص الكثير من الأدوار لخدمة نفسك فعمال النظافة والممرضين مشغولون بأمور أخرى غير المريض ، فعليك البحث عن سرير وعليك جر عربة مريضك بنفسك وجلبها وردها إلى مكانها بنفسك وكذلك عليك مساعدة الطبيب والإمساك بأدواته وجلب ملفك من مكانه وإعادته ، والبحث عن الممرضة المناوبة ، وكذلك ليس من حقك طلب غطاء جديد للسرير الذي قد تلوث بالدماء والقيء وإلا فستفتح لك الممرضة دولاب الطوارئ لتثبت أنه لم يتبق أي غطاء جديد لتغييره به ! والكثير مما لا يخفى على كل من جرب الوقوف في ردهات المستشفى منتظرا أو متألما أو مرافقا . وعلى الرغم من تغيير إدارة المستشفى أكثر من مرة والوعود التي تلقي بها الشؤون الصحية بعسير عبر الصحف بين الفينة والأخرى من مشاريع وتحديثات لم نرى منها على الواقع سوى تغيير بوابة الطوارئ ، إلا أن المستشفى لا زال يعاني بشدة من تكدس المراجعين لدى صالات الطوارئ لساعات ليست قليلة ، وكذلك إهمال الكثير من العاملين به لدورهم في العناية بالمريض بصورة ملحوظة . لا أحد يعلم حتى الآن هل يعجز المسئول عن وضع آلية معينة لاحتواء الأعداد الكبيرة التي يستقبلها المستشفى ليل نهار ؟ أم أن الأمر مركزي ولابد فيه من العودة للوزارة لتحقيق التطور المنشود ؟ وفي جميع الأحوال فالأمر أصبح مؤذيا بشكل كبير لأهالي المنطقة الذين لا بديل أمامهم سواه .






via صحيفة بللسمر | المقالات http://ift.tt/1gpnDdP

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق